قوله عز وجل: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} فيه أربعة أوجه:أحدها: يعني أيكم أتم عقلاً، قاله قتادة.الثاني: أيكم أزهد في الدنيا، وهو قول سفيان.الثالث: أيكم أكثر شكراً، قاله الضحاك.الرابع: ما روى كليب بن وائل عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَيُكُم أَحْسَنُ عَمَلاً، أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلاً وَأَوْرَعُ عَن مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَسَرَعُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ». قوله عز وجل: {ولئن أخْرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} فيه وجهان:أحدهما: يعني إلى فناء أمة معلومة، ذكره علي بن عيسى.الثاني: إلى أجل معدود، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وجمهور المفسرين. وتكون الأمة عبارة عن المدة، واصلها الجماعة فعبر بها عن المدة لحلولها في مدة.{ليقولن ما يحبسه} يعني العذاب. وفي قولهم ذلك وجهان:أحدهما: أنهم قالوا ذلك تكذيباً للعذاب لتأخره عنهم.الثاني: أنهم قالوا ذلك استعجالاً للعذاب واستهزاء، بمعنى ما الذي حبسه عنا؟